بحسب أطباء الخصوبة، إنّ انقطاع الإباضة ومتلازمة تكيّس المبايض وفرط برولاكتين الدم هي إحدى أبرز حالات عدم توازن الهرمونات عند النساء. وغالبًا ما تؤدي هذه الحالات إلى إباضة غير منتظمة أو قصور في الإباضة، يُصعّب بدوره عملية الحمل.
في حين أنّه لدينا عدد كبير من الهرمونات في جسم الإنسان، إلّا أنّ قليل منها ما يؤثر على الخصوبة ويؤدي إلى الحالات التي سبق ذكرها. ومن بين هذه الهرمونات نذكر، هرمون منبه للجريب وهرمون الملوتن وهرمون بروجيستيرون ومضادة هرمون مولريان وهرمون البرولاكتين وهرمون الحليب وهرمونات الغدة الدرقية تي3 وتي4. وتبيّن الدكتورة لورا ميلادو، وهي أخصائيّة في التلقيح الصناعي في عيادات آرت للخصوبة، كيفية تأثير هذه الهرمونات تحديدًا على الصحة الإنجابية فيما يلي.
هرمون منبه للجريب: يؤدي دورًا جوهريًا في المحافظة على الخصوبة، كما أنّه الهرمون المسؤول عن إنتاج بويضات سليمة، وبالتالي تنظيم التبويض وتنظيم الدورة الشهرية.
هرمون الملوتن: تتعدد وظائفه التي تؤثر مباشرةً على تنظيم الدورة الشهرية والحمل: فهو الهرمون المسؤول عن إطلاق البويضة الناضجة من المبيض (أي عن عملية الإباضة)، وعن فرز هرمون البروجيستيرون من الجسم الأصفر. أمّا أروع ما في الأمر، فهو أنّه لا حاجة إلى زيارة طبيب نسائي أو أي طبيب خصوبة ليفحص مستويات هرمون الملوتن، إذ يتوفر جهاز توقّع التبويض المنزلي الذي يحلل مستوى الهرمون في المنزل.
هرمون بروجيستيرون: هو الهرمون الرئيسي المسؤول عن تحضير جسد المرأة للحمل والحفاظ عليه. فعندما يزور المرضى الذين يعانون من مشكلة الإجهاض المتكرر مستشفيات التلقيح الاصطناعي، غالبًا ما تتحدد مشكلتهنّ في انخفاض مستويات هرمون البروجيستيرون.
الهرمون المضاد للمولريان: تحافظ على الجريب والبويضات غير الناضجة في المبيض. فغالبًا ما يتم إجراء اختبار احتياطي المبيض قبل البدء بأي علاج تلقيح صناعي، وذلك لتحديد عدد البويضات الباقية في المبيض، أي قياس مستوى الهرمون المضاد لمولريان.
هرمون البرولاكتين: رغم أنّ الدور الأساس له هو المحافظة على إنتاج الحليب بعد الولادة، إلّا أنّ هرمون الحليب يساعد في تنظيم الدورة الشهرية، وهو أمرٌ ضروريٌ للحفاظ على الصحة الإنجابية.
هرمونات الغدة الدرقية تي3 وتي4: إلى جانب وظائفها في تنظيم العمليات الفيزيولوجية في الجسم، تؤثر هرمونات الغدة الدرقية على قدرة النساء على الحمل. ويعود السبب في ذلك إلى أنّها ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالغدد الكظرية والأعضاء التناسلية عند النساء. لذا، عندما يكون ثمة حالة من عدم توازن الهرمونات عند المرأة، بما في ذلك اضطراب في هرمونات الغدد الدرقية أو الكظرية، يصبح حصول الحمل صعبًا.
والنبأ السّار هو أنّ هذه الأنواع من عدم توازن الهرمونات عند المرأة قابلة للعلاج. وتشمل علاجاتها أدوية تعيد ضبط عمل الغدة الدرقية ومستويات الهرمون، فتساهم بذلك في تنظيم الدورة الشهرية وتنظيم التبويض. كما أنّه يمكن لبعض التعديلات على أسلوب الحياة من تغيير للنظام الغذائي وخسارة الوزن والتخفيف من التدخين وشرب الكحول وغيرها أن تعيد مستويات الهرمون إلى حالتها الطبيعية وتزيد من فرص الحمل.
كما تُردف الدكتورة ميلادو قائلة: “إلّا أنّه، في بعض الحالات، يعجز الزوجان عن الحمل رغم علاج عدم توازن الهرمونات. فيتم الاتجاه عندها إلى تقنية الإنجاب المساعدة (أيه آر تي)، حيث يمكن لعلاجات الخصوبة أن تساعد المرضى الذين يعانون من مشكلة في الإباضة عبر عمليات مثل تحفيز التبويض والتلقيح الاصطناعي، ما يزيد من فرص الحمل”.